من هو ابن سيرين ؟

العلامة ابن سيرين هو أبو بكر محمد بن سيرين البصري. التابعي الكبير والإمام القدير في علم  التفسي والحديث،  وتعبير الرؤيا،،

ولد “محمد بن سيرين” في خلافة عثمان بن عفان نحو 33 هـ الموافق 653. توفي في 9 شوال 110 هـ الموافق 14/ 1/ 729، بعد الحسن البصري بمائة يوم، وكان عمره 78 عاماً.

كان والده (سيرين) مملوكًا للصحابى الجليل أنس بن مالك،  قال أنس بن سيرين أخو العلامة ابن سيرين : ولد أخي محمد لسنتين بقيتا من خلافة عمر بن الخطاب وأمه اسمها (صفية) وكانت أمة لأبي بكر الصديق فأعتقها أيضًا. عرف أبوه وأمه بالصلاح وحُسن السيرة.

سمع  الأحاديث عن أبي هريرة وابن عباس وكثيرًا من الصحابة  و عاصرهم وكان محدثًا فقيهًا إمامًا غزير العلم، هو اشهر المفسرين العرب ،  لا يرى الرواية بالمعنى.

استكتبه أنس بن مالك ببلاد فارس. وروى له أصحاب الكتب الستة المشاهير  وغيرهم وكان غير ذلك عالماً بالحساب، والفرائض، والقضاء،

اشتهر ابن سيرين بالورع وكان عالما بارعا بتأويل الرؤىا و الحاديث .

ابن سيرين طالبا للعلم

نشأ “محمد بن سيرين” في بيت تقوى وورع و تواصل بمجموعة كبيرة من الصحابة الذين عاصرهم أضهرهم : زيد بن ثابت , عمران بن الحصين , أنس بن مالك , أبي هريرة , عبد الله بن الزبير وعبد الله بن عباس، وعبد الله بن عمر.

أقبل “محمد بن سيرين” على صحابة الرسول  الكرام ينهل من علمهم وفقههم وروايتهم لحديث الرسول الكريم

قال عنه  هشام بن حسان: «“أدرك محمد  بن سيرين ثلاثين صحابياَ”».

من تلاميذه : قتادة بن دعامة , ابن عون , هشام بن حسان , قرة بن خالد و جرير بن حازم وغيرهم خلق كثير.

شهرة ابن سيرين أو ما عرف عنه و مواقفه 

اشتهر محمد بن سيرين وذاع صيته وعلت شهرته في البلاد وعُرف بالعلم والورع و معرفته بالحدبث

 كانت له مواقف مشهورة مع ولاة بني أمية أخلص النصح لله ولرسوله فيها ؛ منها

سأله  عمر بن هبيرة والي بني أمية على العراق: «“كيف تركت أهل مصرك يا أبا بكر؟!”»

فرد عليه  محمد بن سيرين: «“تركتهم والظلم فيهم فاش وأنت عنهم لاهٍ. فغمزه ابن أخيه بمنكبه”»

، فالتفت إليه عمر بن هبيرة قائلا: «“إنك لست الذي تُسأل عنهم وإنما أنا الذي أسأل وإنها لشهادة”»

فأجزل  له ابن هبيرة العطاء فلم يقبل الهدية ، فعاتبه ابن أخيه قائلا: «“ما يمنعك أن تقبل هدية  الأمير؟”»

 فقال ابن سيرين  «“إنما أعطاني لخير ظنه بي، فإن كنت من أهل الخير كما ظن، فما كان  ينبغي لي أن أقبل، وإن لم أكن كما يظن، فأحرى بي ألا استبيح قبول ذلك”».

ورع و تقو ابن سيرين 

ومن ورع  بن سيرين أنه سمع أحد الناس يسب الحجاج بن يوسف بعد وفاته

فقال ابن سيرين له : «“صه يا ابن أخي، فإن الحجاج مضى إلى حساب  ربه، وإنك حين تقدم على الله عز وجل ستجد أن أحقر ذنبوبك   أشد على نفسك من أعظم ذنب اجترحه الحجاج بن يوسف ، الم تعلم قول الله تعالى فلكل منكما يومئذ شأن يغنيه، واعلم يا أخي أن الله عز وجل سوف يقتص من الحجاج بن يوسف  لمن ظلمهم كما سيقتص  له  ممن يظلمونه، فلا تشغلن نفسك بعد اليوم بغيرك “».

كانت له تجارة ويبيع ويشترى  في السوق فإذا رجع إلى بيته ليلا أخذ في القيام يتلو القرآن ويبكي.

كما كان في تجارته ورعًا  و تقيا  لدرجة أنه ذات مرة اشترى زيتًا بأربعين ألفًا ، فلما فتح أحد زقاق الزيت ليستكشفه  وجد فيه فأرًا ميتًا متعفنا فقال في نفسه: «“إن الزيت كله كان من نفس  المعصرة  وإن النجاسة ليست خاصة بالزيت دون سواه، وإن رددته للبائع بالعيب فلسوف يبيعه لغيرى. فأراق الزيت كله”».

احتياط بن سيرين في الحديث والإفتاء وبعض أموره

قال مهدي بن ميمون: «“رأيت بن سيرين يحدث بأحاديث الناس، وينشد الشعر، ويضحك حتى يميل، حتى إذا جاء بالحديث من المسند كلح وتقبض.

قال عنه أشعث: كان محمد ابن سيرين إذا سأله الناس  عن الحلال والحرام، تغير لونه حتى نقول كأنه ليس بالذي كان”».

عن ابن عون قال عنه : «“أن محمد بن سيرين إذا كان عند أمه ,  و رآه رجل لا يعرفه ظن أن به مرضًا من خفض كلامه عندها”».

شبهات حول صحة نسبة كتاب تفسير الأحلام لإبن سيرين 

من المشهور عند العامة والمتداول بينهم كتاب تفسير لإبن سيرين. والصحيح ان هذا الكتاب المتداول ليس من تأليفه فمع كثرة ثناء العلماء على ابن سيرين وفي تراجمهم له لم يذكر أحد منهم قط انه ألف كتابا عن تفسير الأحلام. فليس  صحيح أنه صاحب كتاب تفسير اللأحلام

كما انه  بالإضافة إلى لك أن ابن سيرين وبرغم معرفته الجيدة  بالكتابة فإنه لم يكتب ابدا  بنفسه بل كتب عنه تلامذته فقط .]

 و قد قارن الكاتب عبدالمنعم الحفني بأحد كتبه بين كتاب تفسير الأحلام المتداول وكتاب إغريقي اسمه تعبير الرؤيا  وهو كتاب من تأليف أرطميدورس الإفسي  من القرن الثاني الميلادي. وكان حنين بن اسحاق قد ترجم  هذا الكتاب تعبير الرؤيا إلى اللغة العربية بالقرن الثاني الهجري ويميل عبد المنعم الحفني إلى الاعتقاد بأن ابن سيرين لابد وأن اطلع على ترجمة كتاب الإفسي “ووعى بها وأخذ عنها

وفاة ابن سيرين و مقر مقبرته 

يرقد ابن سيرين بجوار الحسن البصري  و كان قد توفى بعد الحسن البصري بمائة يوم، وكان عمره 78 عاماً ويجاوره ضريح الامام محمد بن سيرين في البصرة